المبتكر David Sengeh

Sengeh_with-invention_sq_op

ونكمل مع باقي المبتكرين، باختيار  David Sengeh وهو الأصغر بين إخوته الخمس، والذي نشأ في Sierra Leone ويعمل كمساعد تنفيذي لوزير التربية والتعليم، والده Paul عمل على تقييم برامج الأعمال في UNICEF، قام في 2007 على مكافحة الملاريا لمصلحة أفريقيا بمشاريع اجتماعية خيرية، كما فاز مع زملائه بجائزة بقيمة 200,000$ عام 2008 من البنك العالمي لإنارة أفريقيا، أما في ربيع 2010 تم اختياره لتقديم  Bill Gatesعند استضافته في Harvard.

عندما كان بعمر 14و 15 عندما شارك في منتدى الأطفال للحوار بأمور عديدة تخص الأطفال أهمها تجنيد الأطفال Child Soldier ، وأعد مع زملائه مهرجان على شكل مجلس برلماني مشابه لجنوب أفريقيا في اليوم العالمي للطفل الأفريقي، ولثقة أبيه حاز على فرصة أن يكون أول من يقرأ مجلة BBC الشهرية، فقد كان أبوه يوجهه للقراءة غير الأكاديمية بهدف توسيع إدراكه عما يجول حوله، مثل تقارير UNICEF، التي أكسبته ثقافة ومعلومات عن المشاكل العالمية، كما دمجه مع زملائه “الأذكياء” في العمل، كان David كثير التساؤل محباً للمعرفة، لايخجل السؤال، أما أكثر الأمور تأثيراً في حياته كان التحاقه بثانوية UWC، التي اختار فيها برنامج النرويج لخدمة المجتمع التطوعي، في هذا البرنامج رافق طلاباً من جنسيات وديانات مختلفة، وتجمعوا في جلسات نقاش مختلفة مثل السلام في العالم.

اختار David  مشروع تبادل الأجهزة الالكترونية المستعملة لأهل المنطقة عند التحاقه بجامعة Harvard، وفي أسبوعه الثاني في الجامعة ساعده المدير للالتحاق كمتطوع في مختبر الأحياء هناك مع الدكتور David Edwards والذي تحول إلى وظيفة فيما بعد.

لقد كان همه منع انتشار الملاريا في العالم وخصوصاً في بلدته Sierra Leone، ونما هذا الشعور بعد زيارته لعمه في قريتهم هناك وتجربته النوم في خيمة منع الملاريا التي لم يتوفر غيرها، وهنا رجع لمدرسته وكتب تقريراً عن الملاريا مرفقاً بتجربته بالقرية ذاكراً مشاهدته لمعاناة إحدى الحوامل المصابات بالملاريا ووفاتها، مما أدى إلى جمعه مع زميلين له التبرعات الكافية لتأمين 1500 خيمة، وخلال سنتين وزعوا 4500 خيمة، وتوسع بعدها لتوزيع 11000 خيمة، تم توزيعها على الهالي بشكل عام، وليس فقط الحوامل والأطفال، مما أعطاهم نسبة نجاح وكفاءة 90% خلال الثلاث سنوات. في سنته الجامعية الثانية كان مشروعه المقرر هو إنارة لندن استعداداً لأولمبياد 2012، كان فريقه مؤلفاً منه وثلاث أيضاً من أفريقيا الذين فكروا ملياً لماذا إنارة لندن وليست أفريقيا؟ فكانت القضية شخصية إذ أن أخته ولدت مؤخراً بعملية قيصرية على ضوء الشمع الأمر الذي أدى إلى خطأ جراحي، والمشروع بدأ بعلبة تراب صغيرة مولدة للتيار الكهربائي تكفي لإضاءة لمبة صغيرة، فكل ما تحتاجه هو علبة تراب تُروى كل شهر بالماء، تكلفتها 35$ – 40$ تكفي لإنارة ضوء LED لمدة خمس سنوات، وحمل الفكرة أحد أصحابهم وبدأ في تنزانيا في مشروعهم. شارك المشروع في مهرجان العلوم العالمي وصنفوا الطلبة على أنهم مبتكري العام للميكانيك.

innovator David Sengeh

بيّن David أن أكثر الأمور التي أثرت في نجاحه أنه يسعى لتحقيق أحلامه ووضوح أهدافه، كما أن ممارسته للهوايات الرياضية والموسيقية كان لها أثراً لايمكن إهماله، أما بالنسبة للمدرسة فهو لايذكر مادة دراسية معينة أثرت به، إلا اللغة الإسبانية، فالتعليم بالنسبة له كان لابد من تطبيق العلم النظري ليتم تثبيته، ومساقي القيادة وحقوق الانسان، إن David يشجع انتقال التعليم إلى خارج أسوار المدراس والغرف الصفية، فهو متفق مع المبتكرين الآخرين بضرورة اللعب للتعلم، والطموه وتحديد الهدف، فطموحه الآن بناء مدرسة لايشعر فيها الطلبة برهبة المكان، بل المرح، يتعلمون بدون قيود محبين للحضور كل يوم، ليشعروا بقيمتهم وأهمية وجودهم في هذا العالم، فيه يشعرون أنهم قادة موجهون ومختارون لطريقهم ووجهتهم، يمكنهم التغيير.

كانت مشاركته مع Nicholas Negroponte صاحب فكرة حاسوب محمول لكل طالب، سبباً في حمله أجهزة لأطفال بلدته Sierra Leone، حيث كان أمله دراسة هندسة العلوم الحياتية في مختبرات Medialab-MIT، والتي لم تتطلب علامات أو برنامج دراسي محدد، كما لايوجد عدد حصص إجباري، الفكرة الأساسية هنا ابتكر وصمم شيء يحتاجه الناس وهذا ما كان يرجوه ويأمل به لعمل وابتكار ما يساعد به بلدته. وقد تم استضافته في برنامج TED:

هنا في قصة David اختلف أبوه عن الآباء في القصص الأخرى انه كان يهتم لعلامات ابنه، وينزهج إذا تدنت علاماته، ويشجعه على التحصيل العلمي، وذلك بسبب اختلاف نشأته وثقافته، إلا أنه اشترك معهم أنه كان مشجعاً مرحباً بطموح  ابنه، فخوراً ومسانداً له.

التسويق والتسوق الالكتروني  E-Marketing and E-Shopping

لقد حققت التكنولوجيا تقدماً واضحاً وساعدتنا في كل المجالات، حيث اختصرت علينا جهوداً كثيرة مثل التسويق والتسوق والتي أراها من أكثر المواضيع تشويقاً وأهمية، حيث تتعدد عمليات التجارة الالكترونية وتتزايد يوماً بعد يوم بفضل بنيتها التحتية وتزايد الاهتمام بها، لنجد أن معظم سكان أوروبا وأمريكا منذ سنين يتسوقون الكترونياً فملاذهم الأول للبحث عن مشترياتهم أصبح متصفحات الانترنت للمقارنة بالسوق المحلي، ونحن في العالم العربي فُتحت أسواقنا الالكترونية منذ زمن غير بعيد لذا نرى بعض الأمور مازالت بحاجة للتوضيح وبداية أريد أن أوضح هنا الفرق بين التسويق والتسوق.

التسويق_الالكتروني

يتساءل البعض عندما يسمع عن فرص عمل لوظيفة التسويق Marketing، إذ أن أصحاب البضائع والباعة يهتمون بالترويج لبضائعهم ومنتجاتهم بطرق ووسائل مختلفة مؤثرة تجلب الزبائن وتقنعهم بالشراء لنجد التسويق إما تقليدي offline marketing وهو الذي اعتدناه مسبقاً: يتم من خلال الصحف، المجلات، المذياع، مندوبي المبيعات، والاعلانات المنتشرة في الطرق. وإما تسويق الكتروني online marketing يتم من خلال الانترنت تقوم به الشركات التجارية والباعة بعرض بضائعهم وخدماتهم من خلال مواقع الكترونية متخصصة تحتوي صور البضائع وحالتها، والخدمات المراد تسويقها ويتم الاعلان عن اسم الموقع ومايحتويه من خلال المواقع الالكترونية الأخرى.

ومن أمتع الأمور هنا “التسوّق” الإلكتروني e-shopping وهو الشراء من خلال مواقع الكترونية متخصصة، وعادة في هذا التسوق أجده يوفر خيارات متعددة لمنتجات وشركات في أي مكان من العالم، لأتمكن من مقارنة الجودة والأسعار بكل سهولة ويسر، كما أستطيع الاستفادة من آراء الزبائن حول المنتج أو الخدمة المستفيدين. فعندما أحتار في شراء هاتف ذكي أقوم بكتابة “Smart phone” في محرك البحث لموقع التسوق ليعرض لي الخيارات المتاحة:

مقارنةـالأسعار

 http://smartphones.findthebest.com/compare/355-527-596-659-726/Apple-iPhone-5-vs-HTC-One-M7-vs-Nokia-Lumia-1020-vs-Samsung-Galaxy-S5-vs-Sony-Xperia-Z2

وقد يتساءل البعض عن كيفية شراء منتج عبر الإنترنت وكيفية الدفع الإلكتروني، وهنا أذكر إحدى طالباتي العزيزات في عام 2006 عندما أنهينا درس التسوق الالكتروني في مادة الثقافة الحاسوبية أنها تساءلت عن مواصفات الكمبيوتر الخاص بالتسوق الالكتروني إذ أنها لن تستطيع استلام البضائع من خلال حاسوبها الشخصي!

محرك_البحثوهنا أختصر العملية بأني أبدأ باختيار صفحة الموقع التجاري الالكتروني المرغوب أو أي متصفح انترنت والبحث بكتابة اسم المنتج المراد شراؤه في المكان المخصص للبحث فتظهر النتائج حسب قاعدة البيانات المتوفرة  وعندها أتفقد مواصفات المنتج وسعره وضمانه وآراء المشترين وعندها أحجزه بإضافته إلى سلة التسوق الالكترونية والمتابعة للتسوق أو اكمال الشراء بتعبئة نموذج المعلومات الشخصية الخاص بالمشتري وتحديد طريقة الدفع الالكتروني التي أرغب استخدامها كالبطاقات الائتمانية Credit Cards، أو الشيكات الالكترونية e-Checks، أو النقد الرقمي الالكتروني Digital Cash، يتبعها استلامي رسالة الكترونية لتأكيد الشراء سواء عن طريق البريد الالكتروني أو الموبايل من الموقع الالكتروني تخبرني بنجاح عملية الشراء.

دفع_الكتروني

وهنا من واجبي القيام بنصيحة حول التسوّق الآمن في الإنترنت كتصفح المواقع المختلفة التي تعرض السلع بأفضل الأسعار والمواصفات، والشراء من موقع آمن يحافظ على سرية البيانات وأرقام السر وأرقام البطاقات الائتمانية لحمايتها من السرقة وسوء الاستخدام والذي نستدل عليه من علامة القفل المعدني الصغير في شريط الحالة، كما يبدأ عنوانه بـ https، ولاتنسى التأكد من صحة البيانات التي أدخلتها وهي السلع، قيمة المشتريات، تفاصيل البطاقة الائتمانية، ولاتنسى عدم ارسال تفاصيل بياناتك الشخصية عبر البريد الالكتروني أو غرف المحادثة أبداً.

وهنا أمثلة لبعض محركات البحث المتخصصة في البحث عن السلع ومواصفاتها ومقارنة الأسعار في مواقع مختلفة:

amazon.com pricegrabber priceline

وأخيراً، احرصوا على اتباع قاعد التسوق الالكتروني الآمن.

التجارة الالكترونية E-Commerce

ecommerce_strategyالتجارة الالكترونية E-Commerce من أكثر المواضيع تداولاً وجدلاً في السوق المحلي، ونحن هنا نتكلم عن مجموعة متكاملة من عمليات التسويق والانتاج والتوزيع وبيع السلع والخدمات باستخدام شبكة الانترنت. والتي نشأت وتطورت بتحويلات الأموال الالكترونية للمؤسسات التجارية العملاقة وبعض الشركات الصغيرة، وتبادل البيانات الإلكتروني فتحولت إلى تطبيقات متعددة، والذي أدى إلى ازدياد عدد الشركات التي تتعامل مع هذه التقنية من مؤسسات مالية إلى مصانع وبائعي التجزئة ومؤسسات خدمية.

ecommerce تجارة الكترونية

ومن تجربتي في الشراء الإلكتروني وجدت التجارة الإلكترونية توفر لي فوائد كثيرة مثل دخولي إلى الأسواق العالمية في أي وقت دون الإلتزام بأوقات دوام المجمعات التجارية المحددة للتسوق، فالسوق مفتوح متى كان وقت فراغي بخيارات متاحة أفضل وكلفة أقل، والسوق العالمي مفتوح بجميع الاختيارات بين مختلف الأنواع والأشكال للمنتج الذي أبحث عنه، وأجمل ما يمكن الحديث عنه هو إمكانية الحصول على عينات مجانية للمنتجات الرقمية عندما أبحث عن بعض البرمجيات المساعدة لي في اتمام عملي لأجد بعض البرامج متاحة بشكل مجاني للتنزيل على سبيل الدعاية أو للتجربة لفترة محدودة، كما تتيح لي سهولة عملية التسوق وسرعتها فهذا السوق لاحدود زمانية ولامكانية له، كما تتيح التفاعل للنقاش بيننا نحن الزبائن في صفحة كل منتج أو سلعة وعرض آراء الزبائن  حول المنتج وطبيعة الخدمة المقدمة.

تجارة_الكترونية

أما فوائد التجارة الإلكترونية للبائع لاتقل أهمية عن المشتري وذلك بتخفيض الكلفة وزيادة الأرباح للبائع الذي استغنى عن تكاليف إدارة متاجر عرض البضائع واكتفى بالمخازن وعمال النقل فقط، وتوسيع الأسواق للباعة بالوصول إلى الأسواق العالمية وهنا لم يعد البائع فقط للسوق المحلي المحدود بل للسوق العالمي كله، كما توفر التجارة الإلكترونية الدقة المتناهية والسرعة في نقل المعلومات عن مواصفات وتفاصيل المنتج المتوفرة منذ لحظة الإعلان عنه حيث لايجوز الإعلان عن منتج بدون مواصفاته.

وبالرغم من كل هذه الفوائد للتجارة الإلكترونية إلا أنها مازالت محدودة في عالمنا العربي، لمحدودية قدرات مستخدمي الإنترنت ومهاراتهم فالبعض لايحب أو لايجيد التكنولوجيا، وقلة الإمكانات المادية عند معظم الناس لشراء أجهزة الحاسوب ودفعات اشتراك الإنترنت إذ لابد من الحصول على أجهزة حاسوب متطورة وخدمة انترنت جيدة للتمكن من البيع والشراء الإلكتروني، وصعوبة مواكبة التطورات المتسارعة في البرمجيات والتقنيات، فالبائع والمشتري هنا لابد لهما من متابعة تطورات البرمجيات المستخدمة ووسائل الحماية الإلكترونية، وعدم توافر بيئة قانونية وتشريعية ecommerceبمواصفات عالمية للتطبيق بشكل يتناسب مع واقع المجتمع والدول، ويشكل اختفاء متعة التسوق المتبعة عند الشراء عائقاً هنا حيث لا أستطيع كمشتري الخروج للشراء بصحبة العائلة أو صديقاتي مما يقلل التواصل الاجتماعي معهم، وعدم القدرة على فحص السلع قبل شراءها يعد عاملا مهماً فأنا لاأستطيع التأكد من نوعية المنتج إلا عند استلامه، ومن أهم هذه العوائق الخوف من التعرض للتزوير والاحتيال بسبب القرصنة الإلكترونية وهذا عائق وتحد لايمكن تجاهله، يستدعي التوعية المستمرة لكل من البائع والمشتري حول كيفية  تحديث أنظمتهم لحماية حساباتهم المالية.

لنرى الآن رأي الإعلام:

وبهذا لابد من تذكر تحديث أنظمة الأمان في حواسيبنا من أجل تجارة الكترونية آمنة.

جامعات مبتكرة ومبدعة

لمساعدة الأهل في تنشئة الابن المبتكر مثل Kirk Phelps و Shanna Tellerman وغيرهم، يأتي هنا دور المدرسة والجامعة حيث نرى أن التعليم الجامعي عالمياً أصبح باهظاً وغير فعال ابتداءً من كيفية قبول الطلاب، والمحتوى التعليمي، إنتهاءاً بطرق التدريس، وهنا لمعت وظهرت جامعات مبدعة تقدم نموذجاً للمنظومة التعليمية المثالية، واتخذ Tony Wagner من كلية Olin نموذجاً، والتي تركز على تنمية الحافز الفطري للتعلم عند الطلاب، كما أشار إلى كلية  Timالأكاديمية التي تتبع منهجاً مختلفاً تماماً، فهي لاتحتوي فصولاً ومعلمين بل يتم قبول الطلاب كفرق عمل تتعاون معاً في تنفيذ مشاريع واقعية.

olin_college

 وهي كلية هندسة صغيرة في Needham  ولاية Massachusetts ، والتي تضم 350 طالب وتشكل نسبة الإناث فيها 45%، عمل فيها الأساتذة بقيادة Dr. Richard Miller  منشئ وعميد الكلية وبالتعاون مع 30 طالب على تصميم واختبار منهج تعليمي مبتكر يغرس مفاهيم تأسيس المشروعات وحب الفنون والعلوم الإنسانية والاجتماعية في التعليم لهندسي، ليعكس الممارسات الهندسية العملية الصحيحة. واليوم، نجحت الكلية في تطوير مهنة الهندسة بصفتها مهنة إبداعية تهتم بكل من: النظر بعين الاعتبار إلى الإحتياجات الإنسانية والمجتمعية، والتصميم المبتكر للنظم الهندسية، وأخيراً تحقيق القيمة من خلال المجهود التطوعي والخيري.

في هذه الكلية يُشترط على الطلاب تأسيس مشاريعهم وإدارتها في فرق كمطلب أساسي للتخرج، أما المتطلب الثاني فهو أن يعمل الطلاب في مجموعات لتصميم منتج جديد، أو تقديم خدمة جديدة، بناء على أبحاث السوق واستطلاع رأي العملاء. وهنا تتم الإشارة إلى أنه تحتفي المدارس، الجامعات والمؤسسات في معظم الدول في العالم خصوصاً الثالث والنامية بالإنجازات الفردية وتكافئها، دون أن تتيح المجال للتعاون بين الأفراد والإنجاز الجماعي.  فيتم تقييم كل طالب بناءً على مستوى تحصيله وإنجازاته الخاصة والفردية، وذلك من خلال الإختبارات، وحتى في الأنشطة الجماعية، عادة يتولى طالب أو اثنان معظم المسوؤولية، بينما يجلس بقية الفريق دون مساهمة كافية.  ففي المؤسسات التعليمية التقليدية، التعاون الجاد والمتواصل ليس مطلباً ملحاً، لا للمعلم ولا للطالب.

olin_adsys_team

 لكن هذا لا يحدث في كلية  Olin، حيث التعاون والرؤى المختلفة هما أساس الإبداع والإبتكار، والتركيز على ضرورة  التعاون يبدأ منذ مرحلة القبول، حيث يجب أن ينفذ الطلاب مشروعاً جماعياً كجزء من التقييم قبل الالتحاق بالكلية. كما يتطلب كل فصل دراسي أشكالاً من العمل الجماعي.  هذا التعاون واإلاحساس بالإنتماء إلى مجموعة أكبر هو أكثر ما يقدره الطلاب في هذه الكلية، وينطبق ألامر نفسه على الأساتذة.

في معظم المناهج التعليمية يكون التعلم سلبياً، فالطلاب يستمعون فقط للمعلُّم يستهلكون المعرفة ولا ينتجونها، ليسترجعوها في الإجابة عن الاختبارات. وهنا يتم التركيز على أن عدم استخدامهم للمعرفة التي اكتسبوها وعدم تطبيقها في سياق عملي واقعي يؤدي إلى نسيان قدر كبير منها بمجرد انتهاء الإختبار، مما يفقدهم الأهلية للإنتقال إلى المرحلة التالية من تعليمهم. على عكس منهجية كلية Olin  التي لا يتمحور الهدف الأساسي فيها حول اكتساب المعرفة، وإنما حول تنمية المهارات و الكفاءات المحورية عن طريق حل المشكلات وتصميم المنتجات المبتكرة، يبقى اكتساب المعرفة مُهماً لكن حسب الحاجة له فهو “وسيلة لا غاية” وهو أسلوب منتقد من المعلمين التقليديين بوصفه أنه “نفعي”، إلا أن الأدلة تثبت أن طلاب Olin مؤهلين تماماً للحياة العملية، وهو أحد الأهداف الأساسية للتعليم، هذا علاوة على تقييم أصحاب الشركات لهم ووصفهم أنهم يتصرفون ويعملون كما لو كانوا يتمتعون بخبرة خمس سنوات في مجالهم.

وهذا ما نسعى له أعزائي؛ خريجون لسوق العمل مؤهلين بمهارات وظيفية وتواصل ومعرفة توظف روح التعاون الإيجابي لينجح العمل ويؤتي ثماره.

البيئة التعليمية الذكية والمعلم الذكي

ما هي البيئة التعليمية الذكية ومن هو المعلم الذكي؟

خدمات الكترونية ذكية

 أدت الثورة المعلوماتية والتعليم الإلكتروني إلى ظهور التعليم الذكي، والبيئة التعليمية الذكية التي تجعل التعليم أكثر متعة ومرونة وسهولة، فالمعلم الذكي هو المعلم الإلكتروني غير التلقيني الموَظِّف للتكنولوجيا في تطوير إمكانيات طلابه، والمحفز لتعلم المزيد دائماً. والبيئة التعليمية الذكية تتم بالطالب والمعلم والمحتوى الالكتروني ومن خلال مراكز التعلم المجتمعي التي تطبق المفاهيم العالمية للتعليم الإلكتروني مما يجعل التعلم يزداد كفاءة وجودة كما يمكن قياسه وتطويره، والتي تم تصميمها لتتفق مع معايير التعليم الإلكتروني وأهمها: التعلم الجماعي، والنتائج الفورية، والمواد التفاعلية: كالفيديو والصوت للجميع، كما توفر الإدارة السهلة باتباعها أنشطة توظف معرفة الطلاب والمعلمين، فالتعلم الذكي الذي نسعى له يكون دون حواجز مكانية وزمانية، وبدون طرق تعليمية تقليدية. وهذا مثال مصور للبيئة التعليمية الذكية نطمح له في عالمنا التعليمي الحالي:

 

وهنا يظهر دور المعلم الذكي الذي يتواصل مع الطالب في الحصة الدرسية بناءً على معرفته المسبقة بمتوسط تحصيل طلابه في الموضوع الدرسي والهدف الأساسي منه، حيث يُمكن للمعلم قياس المعرفة القبلية* للطالب قبل بدء الدرس بامتحان قصير، أو باتباع الأسلوب المقلوب، وبناء على ذلك يختار المعلم الخطة الدرسية لهذه المجموعة الطلابية، وهذا يعني أن المعلم سيؤدي نفس الموضوع بطرق مختلفة مع طلابه باختلاف الفروق الفردية بينهم، وبالتالي فالتقارير الذكية لهذه البيئة يتم الوصول لها بلا عناء. 

كما نجد الحصة الدرسية الذكية تتيح لك إدارة الطلاب والتقارير والأنشطة بنجاح ويُسر وسهولة، بتوفير أساليب التعليم والتعلم الحديثة مستخدماً تكنولوجيا المعلومات والإتصالات للتعلم وتحقيق النتاجات المرجوة، بدءاً من تحسين أساليب التعليم والتعلم، وتدريب المعلمين والطلبة والإداريين وتأهيلهم لتوظيف التكنولوجيا للبيئة التعليمية الذكية، للتمكن من رفع كفاءة العمل ومشاركة أولياء الأمور سواءً بمتابعة تحصيل أبنائهم أو بإبداء الآراء والمقترحات.

حصة ذكية

إن المدارس وحجرات الدراسة الفعالة والمعلمين الأكفاء هي مجموعة من العوامل التي ترتبط بفاعلية التعليم وعلمني.نت توفر بيئة تعليمية ذكية من خلال توفير خدمات الحصص الإلكترونية للمتعلمين بالتراسل مع المعلمين والاتفاق على طبيعة المحتوى الإلكتروني حسب طبيعة ومستوى المتعلم، كما تُقدم خدمات مختلفة وتسعى لتقديم خدمات في المستقبل القريب لكافة مستخدمي هذا المجتمع الذكي للطلبة والمعلمين وأولياء الأمور، الحوار المتبادل بين المستخدمين في غرف الحوار،  إنشاء صفحات شخصية خاصة للمستخدمين على الموقع، إنشاء مدونات خاصة بمزودي المعرفة،  المختبر الإفتراضي والوسائل الإلكترونية، القدرة على إنتاج المحتوى باستخدام الوسائل التكنولوجية، وإثراء المعرفة من خلال مكتبة الوسائط الإلكترونية، إيجاد الواجب الدراسي والإجابة عليه وإرساله للمعلم عن طريق البريد الإلكتروني.

جاءت البيئة التعليمية الذكية لتتناغم وإيقاع السرعة والذكاء التكنولوجي المعاصر، فارضة علينا يقظة مستمرة وسعياً إلى التفكير الدؤوب، فالحاجة إلى التطوير والإصلاح التربوي أصبحت أكثر إلحاحاً من ذي قبل، وأكثر حاجة للتخطيط السليم المبني على التقويم الصحيح للواقع التعليمي، وطموحنا كتربويين للإرتقاء بمستوى التعليم يزداد يوماً بعد يوم، والذي يُعد وقوداً يُبقي شمعة التفكير والعمل مضيئة باستمرار، وعند ترجمة هذه الطموحات إلى أفكار عملية ينبغي ألا تغيب عن الأنظار الأهداف الأساسية للتعليم للرقي بطلابنا ومجتمعنا، وما تنبني عليه تلك الأهداف من الأسس الدينية والمبادئ الإجتماعية والثقافية التي تميز هذا المجتمع عن غيره من المجتمعات.

* المعرفة القبلية والتعلم القبلي: في هرم التعلم العمودي، هو التعلم والمعرفة التي تشكل أساسا للتعلم الحالي والذي اكتسبه الطالب من خلال خبرات تعليمية سابقة.
(عودة للأعلى)

تعلم البرمجة

 هيا نتعلم البرمجة… نبرمج النحلة… هل تساءلت يوماً “ما هي البرمجة؟”

cup teaالبرمجة هي تتبع خطوات بسيطة لحل مشكلة ما، وأول خطوة تكون بفهم المشكلة والإعلان عن الهدف المراد تحقيقه، ومن ثم ترتيب الخطوات المراد اتباعها لتحقيق الهدف المنشود، مثل إعداد كوب من الشاي! ومَن منا لايستطيع تحضير كوب من الشاي؟ الأكيد أننا نبدأ بتحضير مكونات الشاي وغلي الماء، ولكن ماذا  لو سكبنا الشاي قبل إضافة أوراق الشاي إلى الإبريق؟ ماذا سنشرب؟ ماء مغلي! لذا لابد من تتبع منطقي للخطوات لإتمام كوب الشاي بنجاح.

تُنمي البرمجة مهارة تحديد المشكلة وتبسيطها وترتيب خطوات العمل عند الإنسان، كما تهدف إلى إنشاء برامج تقوم بتطبيق وتنفيذ خوارزميات لها سلوك معين، أي أن لها وظيفة محددة مسبقاً ومتوقعة النتائج، حيث تتم هذه العملية باستخدام لغة الأوامر البسيطة عادة، أو إحدى لغات البرمجة عند المختصين، بشكل عام البرمجة عملية تستلزم معرفة في مجالات مختلفة منها معرفة بالرياضيات والمنطق والخوارزميات.

حل المشكلةليس لتعلم البرمجة عمر ولا وقت محدد، فأنّما شِئْتها تعلمتها، إذ يُعتبر تعلم البرمجة من الأمور الضرورية لحياة أسهل وأبسط في فهم ومعالجة الأمور، وهي الطريق للرقي في هرم التفكير إلى مستويات التحليل والتركيب والتقويم أيضاً. إذ أن التوجه العالمي لهذا القرن يفرض علينا تعلم مبادئ البرمجة. ونحن نسعى لتعليم البرمجة لأطفالنا وكبارنا من خلال ألعابنا الغنية ومنها لعبة “برمج النحلة” وهنا لن نتعلم لغة برمجة، بل سنتعلم ترتيب الخطوات المنطقية لتحقيق الهدف، لنساعد نحلتنا اللطيفة في حل مشكلتها، وهي تغذية الطفل بالعسل، فبدايةً تحديد الهدف وهو إطعام الطفل، وبعدها تتجزء الخطوات إلى: الوصول لجرة العسل، تناولها وحملها، ثم الوصول للطفل وأخيراً إطعامه العسل.

كم سهل تعلم البرمجة، كم سهل تحديد الهدف وترتيب الخطوات بشكل منطقي، لنسمو في هرم التفكير ونحلق عالياً لتنمية التفكير الابتكاري والطلاقة والمرونة والأصالة، لكن لابد من اكتساب بعض المهارات واتباع خطوات لحل المشكلة: تحديد المشكلة أو الهدف، تحليل المشكلة:(المدخلات، المخرجات)، اقتراح حلول للمشكلة مناسبة، تقييم الحلول واختيار الحل الأفضل، وأخيراً تنفيذ الحل ثم تجربته.

مبدعون اجتماعيون Zander Srodes

ZanderSrodes-Trinidadوبعد متابعة سر نجاح Shanna Telleman، لنتابع قصص المبتكرين وقصة Zander Srodes، والذي يُعتبر “مبتكراً اجتماعياً” حيث عُرف في سن الحادية والعشرين، حائزاً على العديد من الجوائز الدولية لجهوده في حماية  السلاحف المائية المهددة بالإنقراض، والذي جاب أنحاء العالم لإلقاء المحاضرات، خصوصاً للمدارس شارحاً للعالم أهمية إنقاذ السلاحف المائية للبشرية والاقتصاد والتوازن البيئي.

بدأ اهتمامه بالسلاحف منذ كان بعمر الحادية عشرة، حيث كان يلعب بالألعاب النارية مع أصدقائه على الشاطئ ليلاً وخرجت إليهم سيدة Linda تصرخ بهم لأن الإضاءة المتوهجة من ألعابهم النارية ستعمي سلاحف الماء وتمنعها من العودة للماء، مما أحرجه أمام أصدقائه مما دفعه إلى أن يصرخ بها لتسكت، والتي توجهت صباح اليوم التالي تشكوه لأمه وهنا تبين أنها الحارسة البيئية للسلاحف المائية، مما دفعه للذهاب إلى منزلها والاعتذار لها، فاستقبلته بحفاوة وترحيب لتعرّفه على عالم سلاحف الماء المهددة بالإنقراض، الأمر الذي غير مجرى حياة Zander بتساؤله “كيف أنقذ سلاحف الماء؟”.

بدأ في تقديم عروض داخل المدارس والغرف الصفية بمساعدة أمه وLinda، وتم توفير الأدوات بتبرعات من إحدى الجمعيات البيئية الصغيرة، حيث لم يكن طالباً متفوقاً إلا أن عروضه التقديمية أعجبت المعلمين والإدارات المدرسية ليسمحوا له بتأديتها وتقديمها على الطلبة الذين من نفس عمره،  وهنا اشترى Zander حاسوباً محمولاً واستعار جهاز العرض من مكتب أبيه، كما أعد زياً للأطفال يرتدونه عند عرض تشريح سلحفاة الماء، كما أنه جاء بنموذج واقعي لسلحفاة الماء.

حديث السلاحفبدأت الفكرة تتوسع لنطاق أكبر، ليُتم Zander تأليف كتابه الأول – المترجم حالياً لعدة لغات – “حديث السلاحف”  بمساعدة Linda التي أمنت الرسوم التوضيحية دون مقابل، الأمر الذي هيأ له دعوات ومِنحاً للسفر للعديد من المدارس في العالم. ودائماً يُعيد الفضل لاهتمام أمه والحارسة البيئية فلولاهما لظل إنساناً عادياً أو أقل، حيث أوضحت أمه  أنه حاز على الكثير من الجوائز وشهادات التقدير لم يكن بينها أي جائزة في التحصيل الدراسي، إذ أن تحصيله الدراسي كان متدنياً، الأمر الذي جعل أمه تسانده وتدعمه دون كبت لروحه الإبداعية، كما أن المنظومة التعليمية التي أُتيحت له لم تقدم أي دعم، حيث أصر المعلمون على اتباع أسلوبهم الرتيب مع جميع الطلاب دون الإلتفات للفروق الفردية أو المهارات العالية في غرفهم الصفية، حيث يظن معظم المعلمون أن الطالب المتفوق هو من يجلس بهدوء في مكانه، وجاء Zander كدليل أن الطفل كثير الحركة يستطيع تقديم ما هو جديد ومفيد يخدم به الآخرين، فهو لم يتعلم ما يُريد في المدرسة التي لم يستطع أن يحبها، لذا لم يأسف على الدروس التي فوتها لتقديم عروضه الخاصة، الأمر الذي اختلف كلياً في حياته الجامعية، الحافز الذي كان يدفعه إلى النهوض من فراشه كل صباح، إذ أن أداءه كان ليرتفع عند تلقيه تعليماً يحبه، مع معلم محب لطلابه متفهم.

كما شارك Zander في TED ليعبر عن اهتمامه بالأمر:

أدت الثورة المعلوماتية والاتصالات إلى تعميق فهم أبناء هذا الجيل، واكتسابهم معارف جديدة يشقون بها الطريق إلى المستقبل، فصاروا أكثر وعياً بالمشكلات البيئية وأزمات نقص الغذاء والماء وتفشي الفقر والظلم. ونفس الأدوات التي أعطتهم المعرفة هي نفسها الأدوات التي تسلحوا بها لتنظيم جهودهم لتغيير العالم. ودورنا كأسرة ومدرسة ومجتمع أن  نشجعهم على تحويل أفكارهم إلى واقع وأفعال ملموسة، لنسحبهم وندمجهم ونقودهم إلى غايات وسلوكيات الإنتماء والولاء والعطاء، ولنتوقف عن انتقادهم واستبعادهم بوصفهم “بمثيري المشاكل” ولنفخر بهم وندعمهم بوصفهم “حلالي المشاكل”، فالمبدعون والمبتكرون لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه بمفردهم.

مهمة المعلم هي التنقيب عن المهارات الساكنة داخل طلبته بمرونة وتيقظ، فالمناهج التعليمية القائمة على أساس الإختبارات والإجابات النموذجية المحفوظة ليست بالأسلوب المناسب لتثير فضول بعض الطلبة واهتمامهم أو تنمية مواهبهم. كما أن وصف الطفل بصفة: فرط الحركة، قصور الانتباه، الاحتياجات الخاصة … كلها تتحول إلى جروح عميقة في نفسية هؤلاء الأطفال، مما تعيق قدراتهم وإمكاناتهم لبلوغ النجاح، فكل طفل قادر على تقديم إسهامات هائلة للمجتمع إذا أتيحت له الفرصة المناسبة.

نشأة المبتكرة Shanna Tellerman

shannaبعد استعراض نشأة المبتكر Kirk Phelps، اختار Wagner مقابلة Shanna Tellerman والتي برعت في مجال التصميم ثلاثي الأبعاد، وعملت في مجال التصميم ثلاثي الأبعاد بعمر 24 عاماً لشركة Sim Ops Studios 2006، وكمديرة لخط الانتاج عام 2010 في Autodesk وهي تعتبر نفسها تتحدى العالم في تصميمات الأبنية والمصانع ببراعة مراعية أقل التكاليف، والمساحات، والضرر، والأكبر فعالية.

روى والدها أنها فنانة منذ الصغر، فكانت تصمم وتلعب بالمناديل الورقية دمى مسرحيات، كما صممت من صندوق الأحذية بانوراما لمواقع رحلات قامت بها العائلة، درست في أفضل مدارس في منطقتها، وكانت أفضل الحصص التي حضرتها: الفنون والرسم، حيث شجعها أهلها على ممارسة الفن، وزيارة معارض الفنون والرسم، كما خصصوا لها ولأختها غرفة للرسم لقضاء أوقات كافية لممارسة مواهبها.

shanna_tellerman

وتروي أنها في سنة التخرج درست مادة “بناء العوالم الإفتراضية“، والتي كانت من أفضل المواد التي درستها مما كان لها من أثر وتغيير على مفاهيمها الوظيفية للعمل، كما كان معلم المادة ومساعده من الأكثر مساعدة للآخرين، وكانت المادة مختصة في إنتاج مشاريع لمحاكاة الواقع في عوالم افتراضية، وألعاب يمكن للناس التعايش معها ومن ثم عرض المشاريع على الطلبة والأساتذة للمناقشة، وهنا عبرت Shanna أن أكثر ما استمتعت به كان العمل التعاوني وروح الفريق بين جميع التخصصات.  متعة العمل كانت أنه على أساس المشاريع لاحصص وامتحانات، أما العلامات فتحسب بتقييم العمل في جميع المراحل، وبقيت متأثرة بالمُحاضر المتوفي حالياً  Randy Pausch.

وهذه آخر محاضرة قام بها Randy Pausch قبل وفاته مع ملاحظة أنها محاضرة تُدرس في الجامعة

كانت جريئة لاتخشى المحاولة، صاحبة رؤية قوية وواضحة وقيادة نوعية،  كافحت في إنشاء عملها وصموده مع أنه بدأ بالتزامن مع الأزمة الاقتصادية، وصفوها مبدعة لأنها لم تفكر بذاتها بل بروح الفريق الحقيقي، بالنسبة لها الابتكار هو صناعة شيء ذو معنى للعالم يستمتعوا به ويستفيدوا منه، الابتكار هو جعل ابتكارك مستمراً من ذاته ليولد ابتكارات أخرى.

نشأة المبتكرة Judie Wu

jodie wuالمبتكرة Judie Wu أصلها من تايوان، تخرجت من Massachusetts للتكنولوجيا بشهادة بكالوريوس هندسة الميكانيك 2009، لتضحي بالمنحة الدراسية وتُدير عملها الخاص في تنزانيا، هي مدير عام شركة Global Cycle Solutions منذ عمر 24 عاماً، والتي تقوم بتحويل الدراجات الهوائية إلى سيارات مبتكرة.

نشأت في Georgia حيث عمل أبواها في إدارة مطعم صيني، ودرست في مدارس حكومية هناك وكان أسلوب التعليم على المشاريع، حيث يقترح الطالب مشروعه ويبدأ العمل دون القلق على تمويل المشروع، إذ كانت المدرسة مدعومة مادياً لخدمة مشاريع الطلبة، بدأت بمشاريعها العلمية منذ الصف التاسع واستمرت في كل عام بمشروع أكبر وأكثر تعقيداً حتى وصلت الصف الحادي عشر ومشروع “تأثير الموجات الاشعاعية على خلايا الدماغ” حيث أثر فيها المشروع كثيراً وأحبته، لاقت كل الدعم والحب من أهلها لاتمام ما بدأت به، شاركت Judie في مسابقات ومعارض علوم عالمية كانت في أحدها من أوائل المجموعة المكونة من 250 مشاركة، كما اشتركت في فريق الرياضيات والذي كان عملاً جاداً بساعات عمل طويلة ومشاركات مكثفة داخل وخارج أوقات وأسوار المدرسة، والذي كان بهدف المتعة والإحساس بالإنتاج في أعمال عالية مستوى التفكير، وصفها معلموها أنها منظمة الأفكار والعمل، لم تكن أناية وتسعى للشهرة والمباهاة بشكل فردي.

بدأت حياتها الجديدة مع سلسلة مادة D-Labs مع المعلمة Amy Smith التي كانت ناشطة في السلام ليستمر علمها وعملها في مساعدة دول العالم الثالث، وهنا وجدت Judie الفرصة لصناعة أجهزة بتأثير كبير على المجتمعات الفقيرة تكنولوجياً، حيث التقت مع Bernard Kiwia والذي عرض عليهم أعماله في تحويل الأشياء لأشكال جديدة، مما أوحى لها بفكرة تطوير الأعمال، وهنا طورت Judie على أفكار Bernard لتنتج ابتكاراً للدراجة الجديدة المناسبة سعراً، حجماً وهدفاً. والتي فازت وفريقها به بالمركز الأول بمبلغ 100 ألف دولار، قام احد المستثمرين بتمويل مشروعها بخمسين ألف دولار كما قام أبوها بذلك مستدينا المبلغ لإيمانه بقيمة ابتكار ابنته.

تعلمت الإدارة والعمل الجاد، وتوسعت الشركة لتمتد في أربع مقاطعات في تنزانيا، وهناك باعت منتجاتها بأسعار تشجعية وأرباح مقبولة، وتسعى دائماً في محاولات تطوير وانتاج مستمرة.

تنشئة الابن المبتكر- Kirk Phelps

Kirk Phelps

بما أن الإبتكار مكتسب وقابل للتعلم كما رأينا في الجزء السابق،  فهذا يستدعي منا كأولياء أمور أن نبادر لتنشئة أبنائنا ونسعى ليكونوا مبتكرين. لذا سنتناول تنشئة عدة مبتكرين أولهم المبتكر “Kirk Phelps“، لنرى أن تنشئة أهل “Kirk Phelps” لابنهما ساعدته أن يسطر اسمه في سجل المبدعين المبتكرين، وهو الذي عمل على أول “iPhnoe” أنتجته شركة “Apple”، والذي انتقل بعدها ليعمل في شركة “Sun Run” التي تعمل في مجال الطاقة، لأنه يريد أن يوسع أفق تصميمه ومنتجه في مجالات أخرى، فالابتكار لاحدود له. والداه كانا متميزين بطريقة رعايته ونشأته، وكانا يتبعان أسلوب التجربة والخطأ معه حيث كان بكرهما، كانا غاية في النشاط والرغبة في جعله انسانا متميزاً، حيث شجعاه على تنمية هواياته مثل كرة القدم، وكانا يحرصان على القراءة يومياً وعلى أن يختار الابن المواضيع الأكثر متعة واهتمام له، وكانا يحرصان على تمضية أوقات عائلية ممتعة بمشاهدة البرامج التلفزيونية، اعتبر والداه تمضية الوقت في ممارسة الهوايات المختلفة فرصة للاستكشاف وبناء الثقة بالنفس، فمثلاً عندما بدأ ابنهما مهارة لعب كرة القدم قامت أمه بتسجيله في فريق كرة القدم الإسباني في الحي المجاور لحرص والدته أن يتعامل ابنها مع أُناس جُدد ويتعرف عاداتهم، وليس لمهارتهم في اللعب.

لم تختر والدته Lea كباقي الجيران، أن يقضي أولادها فراغهم في أنشطة تتطلب الواجبات والجهد، أو اللعب بألعاب مسلية، بدون هدف، أو قواعد، بل اختارت الأنشطة الممتعة والآمنة داخل المنزل، فأحضرت لهم مكعبات LEGO ليلهو بها الأبناء بأمان في البيت على عكس من يمضون في الخارج، وبها يتعلمون مهارات التخيل، التركيب، والبناء. وكانت رحلاتهم العائلية نوع من أنواع البحث والتثقيف، إذ لابد من البحث في المصادر المتنوعة عن معالم المكان المراد زيارته، تاريخه، جغرافيته، وعادات السكان وغير ذلك… فهي عائلة غاية في الرعاية والاهتمام، إذ استأجرت بيتاً في ولاية “New Hampshire” والعيش جميعاً هناك، لانتقال ابنهم للدراسة في أكاديمية “Phillips Exster” حفاظاً على الترابط العائلي، وأنا أراه مميزاً حتى في مجتمعنا، وعلى الرغم من تميز هذه الأكاديمية إلا أن مناهجها كانت جامدة، صارمة ومنغلقة، الأمر الذي لم يعجب “Kirk”، مما جعله يترك الدراسة هناك ومن النادر هنا أن نعلم أنه شجعه والداه على ذلك،  وهنا انتقل للدراسة في برنامج أكاديمي بجامعة “Stanford”  والتي أنهى فيها دراسته الماجستير، تلقى هناك الدروس والمحاضرات المتنوعة في الهندسة وموضوع “التصميم الذكي للمنتجات“، والتي رسمت له طريقاً للمستقبل، كانت دراسته هناك تجربة ناجحة، قد أتاحت له فرصة العمل الجماعي، واستمد التوجيه من أساتذته، خصوصاً الأستاذ الاستشاري في تصميم المنتجات.

lego

وهنا انتقل Kirk لابتكار iphone وكان تعبيره ملفت هنا: إن العامل المشترك بين العمل في Stanford قسم تصميم المنتجات وشركة Apple أن الناس تعمل بجد وتضحية لساعات طويلة ليس للحوافز المادية، بل لأنهم مؤمنين بقيمة عملهم.

كيفية تعليم المبتكرين

إن نقطة التحول في الإبداع في حياة Kirk  يصف بدايتها في دراسته مادة “التصميم الذكي للمنتجات“، فقد كانت مادة مليئة بالتحديات، كما كانت مادة مثير للجدل بين التخصصات الأخرى، فقد التحق بها طلبة الهندسة الكهربائية وعلم الحاسوب، وكان Kirk  محظوظاً بامتلاكه علم الحاسوب الذي أراد توظيفه في الهندسة بطريقة غير تقليدية. وهنا نرى أن التعليم والمناهج التقليدية من أهم التحديات التي يجب أن يتجاوزها المبدعون، ونرى هنا أهمية رعاية وتنمية التعليم التمكيني ومهارات التفكير العليا القائمة على الاستكشاف والتجربة والتعلم من الخطأ، في القضاء على التعليم التقليدي الذي يحاصر العقول في أسوار منيعة، ويعاملهم كخطوط انتاج مبرمجة.

creative

 التعليم التقليدي يكافئ المنافسة والإنجاز الفردي بدلاً من التركيز على روح الفريق، الفصول الدراسية التقليدية تعتمد على إعطاء محتوى مواد معينة ضمن الكتب والمناهج واختبار الطلاب بها دون اللجوء إلأى حل المشكلات، كما تعتمد الحوافز الخارجية “العلامات” بدلاً من الحوافز الداخلية والاستكشاف والتمكين. برغم أن المبدعين الجدد نادراً ما تفوقوا في مدارسهم إلا أنهم في الغالب يذكرون برنامجاً أكاديمياً كانت نقطة تحول، وسبباً في تشكيل مسار حياتهم العملية الناجحة.