ونكمل مع باقي المبتكرين، باختيار David Sengeh وهو الأصغر بين إخوته الخمس، والذي نشأ في Sierra Leone ويعمل كمساعد تنفيذي لوزير التربية والتعليم، والده Paul عمل على تقييم برامج الأعمال في UNICEF، قام في 2007 على مكافحة الملاريا لمصلحة أفريقيا بمشاريع اجتماعية خيرية، كما فاز مع زملائه بجائزة بقيمة 200,000$ عام 2008 من البنك العالمي لإنارة أفريقيا، أما في ربيع 2010 تم اختياره لتقديم Bill Gatesعند استضافته في Harvard.
عندما كان بعمر 14و 15 عندما شارك في منتدى الأطفال للحوار بأمور عديدة تخص الأطفال أهمها تجنيد الأطفال Child Soldier ، وأعد مع زملائه مهرجان على شكل مجلس برلماني مشابه لجنوب أفريقيا في اليوم العالمي للطفل الأفريقي، ولثقة أبيه حاز على فرصة أن يكون أول من يقرأ مجلة BBC الشهرية، فقد كان أبوه يوجهه للقراءة غير الأكاديمية بهدف توسيع إدراكه عما يجول حوله، مثل تقارير UNICEF، التي أكسبته ثقافة ومعلومات عن المشاكل العالمية، كما دمجه مع زملائه “الأذكياء” في العمل، كان David كثير التساؤل محباً للمعرفة، لايخجل السؤال، أما أكثر الأمور تأثيراً في حياته كان التحاقه بثانوية UWC، التي اختار فيها برنامج النرويج لخدمة المجتمع التطوعي، في هذا البرنامج رافق طلاباً من جنسيات وديانات مختلفة، وتجمعوا في جلسات نقاش مختلفة مثل السلام في العالم.
اختار David مشروع تبادل الأجهزة الالكترونية المستعملة لأهل المنطقة عند التحاقه بجامعة Harvard، وفي أسبوعه الثاني في الجامعة ساعده المدير للالتحاق كمتطوع في مختبر الأحياء هناك مع الدكتور David Edwards والذي تحول إلى وظيفة فيما بعد.
لقد كان همه منع انتشار الملاريا في العالم وخصوصاً في بلدته Sierra Leone، ونما هذا الشعور بعد زيارته لعمه في قريتهم هناك وتجربته النوم في خيمة منع الملاريا التي لم يتوفر غيرها، وهنا رجع لمدرسته وكتب تقريراً عن الملاريا مرفقاً بتجربته بالقرية ذاكراً مشاهدته لمعاناة إحدى الحوامل المصابات بالملاريا ووفاتها، مما أدى إلى جمعه مع زميلين له التبرعات الكافية لتأمين 1500 خيمة، وخلال سنتين وزعوا 4500 خيمة، وتوسع بعدها لتوزيع 11000 خيمة، تم توزيعها على الهالي بشكل عام، وليس فقط الحوامل والأطفال، مما أعطاهم نسبة نجاح وكفاءة 90% خلال الثلاث سنوات. في سنته الجامعية الثانية كان مشروعه المقرر هو إنارة لندن استعداداً لأولمبياد 2012، كان فريقه مؤلفاً منه وثلاث أيضاً من أفريقيا الذين فكروا ملياً لماذا إنارة لندن وليست أفريقيا؟ فكانت القضية شخصية إذ أن أخته ولدت مؤخراً بعملية قيصرية على ضوء الشمع الأمر الذي أدى إلى خطأ جراحي، والمشروع بدأ بعلبة تراب صغيرة مولدة للتيار الكهربائي تكفي لإضاءة لمبة صغيرة، فكل ما تحتاجه هو علبة تراب تُروى كل شهر بالماء، تكلفتها 35$ – 40$ تكفي لإنارة ضوء LED لمدة خمس سنوات، وحمل الفكرة أحد أصحابهم وبدأ في تنزانيا في مشروعهم. شارك المشروع في مهرجان العلوم العالمي وصنفوا الطلبة على أنهم مبتكري العام للميكانيك.
بيّن David أن أكثر الأمور التي أثرت في نجاحه أنه يسعى لتحقيق أحلامه ووضوح أهدافه، كما أن ممارسته للهوايات الرياضية والموسيقية كان لها أثراً لايمكن إهماله، أما بالنسبة للمدرسة فهو لايذكر مادة دراسية معينة أثرت به، إلا اللغة الإسبانية، فالتعليم بالنسبة له كان لابد من تطبيق العلم النظري ليتم تثبيته، ومساقي القيادة وحقوق الانسان، إن David يشجع انتقال التعليم إلى خارج أسوار المدراس والغرف الصفية، فهو متفق مع المبتكرين الآخرين بضرورة اللعب للتعلم، والطموه وتحديد الهدف، فطموحه الآن بناء مدرسة لايشعر فيها الطلبة برهبة المكان، بل المرح، يتعلمون بدون قيود محبين للحضور كل يوم، ليشعروا بقيمتهم وأهمية وجودهم في هذا العالم، فيه يشعرون أنهم قادة موجهون ومختارون لطريقهم ووجهتهم، يمكنهم التغيير.
كانت مشاركته مع Nicholas Negroponte صاحب فكرة حاسوب محمول لكل طالب، سبباً في حمله أجهزة لأطفال بلدته Sierra Leone، حيث كان أمله دراسة هندسة العلوم الحياتية في مختبرات Medialab-MIT، والتي لم تتطلب علامات أو برنامج دراسي محدد، كما لايوجد عدد حصص إجباري، الفكرة الأساسية هنا ابتكر وصمم شيء يحتاجه الناس وهذا ما كان يرجوه ويأمل به لعمل وابتكار ما يساعد به بلدته. وقد تم استضافته في برنامج TED:
هنا في قصة David اختلف أبوه عن الآباء في القصص الأخرى انه كان يهتم لعلامات ابنه، وينزهج إذا تدنت علاماته، ويشجعه على التحصيل العلمي، وذلك بسبب اختلاف نشأته وثقافته، إلا أنه اشترك معهم أنه كان مشجعاً مرحباً بطموح ابنه، فخوراً ومسانداً له.