سلسلة ملخص كتاب “صناعة المبتكرين: تنشئة الجيل الذي سيغير العالمCreating Innovators “،تأليف Tony Wagner: الذي يعمل في مجال التعليم الابتكاري في مركز التكنولوجيا والمشروعات بجامعة “هارفارد”، وهو محاضر في المؤتمرات ورائد وخبير في مجال إعداد الناشئة للإبداع عند العمل في فرق والمشاركة في إدارة المشروعات.
وهذه السلسلة الأولى من التلخيص:
“هل المبتكرون يولدون أم يُصنعون؟” سؤال أثار الجدل وحاول Wagner هنا الإجابة عنه. وعن الأسئلة مثل: “ما هو الابداع والابتكار؟” ، “من هو المبتكر المبدع؟ “، “هل يمكن تنمية وتطوير الإبداع عند الشخص؟” يناقش الكتاب جدلية الابتكار؛ ويتحدث عن مساهمات الأُسرة في صناعة جيل مُبتِكر، وكيفية توفير التربة الخصبة للجيل لتنمية قدراته.
الأفكار الجديدة والمبتكرة كما الابتكار وانتاج الجديد والخدمات، يرفع مستوى وتوقعات دخل الشخص المبدع، سواء كان في العمل المكتبي أو الحِرَفي، مما يجعله غنياً ومشهوراً لإبداعه بتقديم له العروض المالية الوفيرة، كما أنها تخلق فرص عمل جديدة في السوق الأمر الذي ينقذ اقتصاد أي أمة عظيمة، حيث أن الاقتصاد العالمي يُعاني حالياً من حالة ركود متعاظم نتج عنها ارتفاع في نسبة البطالة وانقراض معظم وظائف الطبقة الوسطى، مما خلق احتياجا متناميا ً إلى محرك جديد للنمو الاقتصادي، ألا وهو الابتكار.
يتم تشجيع الابتكار من خلال المنظومة التعليمية القوية، وقوانين حقوق الملكية، وبراءات الاختراع، والهيكل الاقتصادي، الأمر الذي يقدم حوافز تشجيعية للمخترعين والمبتكرين، كما صار لزاماَّ في عصرنا الحالي أن تدخل عناصر أخرى الى المعادلة، فالابتكار موجود في كل مكان يستخدم فيه الناس طرقاً غير مألوفة لحل مشكلاتهم، سواء كانت مشاكل محلية أو عالمية، شخصية أو عملية، فردية أو جماعية، فصفة الابتكار أن تأتي فكرة جديدة مختلفة فعالة لحل مشكلة.
وهنا أؤكد أن “الابتكار يمكن قياسه” فقد يكون مجرد تحسينات طفيفة أو تعديلات تدريجية في تقنيات أو منتجات أو أفكار أو خدمات حالية، كما يمكن أن يكون تغييراً جذرياً وتحولات جوهرية أساسية ومختلفة تماماً، لكن لنتفق أن حل المشكلات بدون حلول جديدة خارجة عن المألوف “ليس إبداع”، وبينما تتبادر إلى أذهاننا منتجات مثل ”آي فون“و”أي باد“ّ عندما نفكر في المنتجات المبتكرة، فإن الابتكار يمكن أيضاً أن يُستخدم على سبيل المثال في إنقاذ الحيوانات المعرضة للانقراض، أو توفير الطعام لإغاثة سكان المناطق التي تعاني المجاعات المزمنة، أو توفير التعليم عن بُعد في الظروف القاسية.
يتطلب الابتكار الارتقاء بهرم مهارات التفكير العليا والقدرة على التفكير الناقد، التحليل والتركيب، وتقبل الآخرين والتعاون معهم باختلافاتهم وتنوعهم، كما يتطلب الإيجابية، والنظر إلى الأمور بزوايا مختلفة كالتفكير في حل المشكلة من خارج العلبة، والفضول وحب الاستطلاع والتعلم، وحل المشكلات بطريقة مختلفة غير تقليدية بممارسة التفكير التكاملي. وهنا يدعي البعض أن مهارات STEM الجامعة لكل من العلوم، التكنولوجيا، الهندسة والرياضيات هي الأساس الذي يمكن استثماره وتطويره.
يُعتبر جيل القرن الحادي والعشرين جيلاً مثيراً للجدل، حيث يعتقدهم البعض ليسوا أذكياء، في حين يعتبرهم البعض آلاخر “الأكثر ابتكارا“ في تاريخ البشرية‘ إذ أن ألانترنت جعلتهم جيلاً مميزاً، فتحت لهم أبواب التواصل الاجتماعي، وأتاحت لهم أدوات للتعلم لم تكن متاحة لبني البشر من قبل، فالتحديات الاجتماعية هنا على المحك كما هي الاقتصادية بسبب التغييرات المستهدفة للوظائف في سوق العمل، ومنه تولدت حاجة “الابتكار” وهو المحرك “الاقتصادي الاجتماعي” الجديد، الذي يوفر فرص وتحديات عالية دون تلويث البيئة.
نعيش وأبناؤنا اليوم أحداث العالم بشكل أسرع وأكثر حيوية مقارنة بأي وقت مضى، ويعتبر كثيرون من أبناء الجيل أن الانترنت معلم أجدر من معلمين كثيرين يقفون أمامهم طوال اليوم. ويسعون إلى حياة صحية وصحيحة، كما يريدون إحداث فارق إيجابي في مجتمعهم المحلي والعالمي، أكثر من رغبتهم في كسب المال. وهم قلقون بشدة إزاء مستقبل الحضارة الإنسانية، التي باتت تتجمع في فريقين لتختفي بها الطبقة الوسطى اجتماعياً واقتصادياً: فريق مبتكر يرتقي للقمة تمثله الدول العظمى التي باتت ملاذ ومأوى المبتكرين والمبدعين، وفريق يراقب ارتقاء الأول.
وهنا أستعرض حقيقة أن “الإبتكار هو منقذ الأمم والحضارات” وأن المبدعون أقلية قوية، وهنا يشير الكاتب إلى “مارتن لوثر كنغ” كمبدع وناشط سياسي في سبيل الحرية، وحقوق الإنسان لإنهاء التمييز العنصري ضد السّود، وكان أصغر من يحوز على جائزة نوبل للسلام في عام 1964 م.